[b]مصر العاجزة !
كتب جمال سلطان : بتاريخ 27 - 12 - 2008 : قام الجيش الإسرائيلي بعدوانه على غزة بعد أقل من يومين على مقابلة المرشحة لرئاسة الوزراء وزيرة خارجية العدو "ليفني" للرئيس مبارك في القاهرة ، هذه هي الواقعة التي انطلقت منها التكهنات المختلفة ، البعض اعتبر أن الزيارة والعدوان بعدها مباشرة يعني أنها أخذت الموافقة على ذلك أو على الأقل التفهم من القيادة المصرية ، الآخرون قالوا أنها خدعت الرئيس المصري وأوهمته أن إسرائيل غير راغبة في تنفيذ هجومها الآن على غزة ثم فعلت ذلك عقب المقابلة مباشرة لإهانة مصر وتشويه صورتها ، وفسروا في ضوء ذلك تصريحات بعض قادة حماس التي أكدوا فيها أن "المصريين" أخبروهم بأن إسرائيل لن تضرب غزة الآن ، وسواء كانت الفرضية الأولى الصحيحة أم الثانية الأصح فإنه في كلتا الحالتين ما حدث أمس إهانة لمصر وقيادتها ، هذا هو القدر المتيقن فيما حدث بدون لف أو دوران ، شاهدت وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أمس وهو يصرح ببجاحة منقطعة النظير أنهم حذروا حماس قبل ذلك من نذر الهجوم الإسرائيلي إلا أنهم لم يسمعوا كلامنا وعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم ، أو كما قال أخزاه الله ، مصر لم تكن عاجزة في يوم من الأيام مثلها هذه الأيام ، مصر أصبحت تهان في أبسط المواقف ، الهيبة التي كانت للدولة المصرية في محيطها العربي والإسلامي وحتى العالمي تآكلت كثيرا خلال السنوات الماضية وتتلاشى الآن تماما ، ولا توجد أي مواقف صارمة أو حاسمة أو رادعة تتخذها "الدولة" في مصر إلا مع الشعب أو قواه الوطنية الغاضبة ، أما في الخارج فلا يوجد أحد يحترم مصر الدولة الآن ، عندما يتبختر بعض "البدو" الصوماليين قرب شواطئ اليمن ويقطعون طريق السفن المتجهة لعبور قناة السويس ، تعجز الدولة المصرية عن فعل أي شيئ رغم أن ذلك يهدد أمنها القومي في الصميم وتنتظر حتى ترسل الصين وألمانيا وحتى إيران سفنا حربية في المنطقة لتدافع عن "أمنها القومي" ، وعندما يتبختر بعض "البدو" السودانيين من دارفور في الجنوب فيخطفون السياح ويتمشون بهم بين مصر والسودان وليبيا ذهابا وعودة تعجز "الدولة" المصرية عن فعل أي شئ ، حتى يتم دفع الفدية للخاطفين فيقرروا الإفراج عن الرهائن ، ويجد وزير الدفاع المصري من نفسه الجرأة على أن ينسج لرئيسه سيناريو خيالي يقول فيه أنه أرسل قوات الصاعقة المصرية التي نجحت في تحرير الرهائن ، قبل أن يحكي الرهائن بعد عودتهم لبلادهم الواقعة بالكامل وأن المختطفين أفرجوا عنهم بعد فجر أحد الأيام وزودوهم بسيارتين وبعد أن قطعوا أربعمائة كليو متر بالسيارتين تقابلوا مع أول جنديين مصريين في الصحراء ، وحتى على الصعيد الداخلي عندما يتظاهر غضبا بعض الأقباط هاتفين باسم بوش وشارون مستنجدين بهما ، من أجل سيدة قبطية أسلمت ، تفزع مصر الدولة وتضطرب أركانها ، وتقوم "الدولة" بإهداء السيدة إلى الكنيسة تفعل فيها ما تشاء وحتى يومنا هذا تعجز الدولة عن الوصول إليها رغم التقارير شبه المؤكدة التي تتحدث عن مقتلها ، هذا مسلسل من العجز المتوالي يمكن أن تقيس عليه الكثير من الشواهد والوقائع ، وكلها تؤكد أن مصر الدولة الآن عاجزة وهشة وضعيفة ، ولم يعد أحد في الخارج يحترمها أو يعبأ بها أو بدورها أو بغضبها إن افترضنا أنها تغضب أصلا ، وما حدث في غزة أخيرا شاهد واضح ، والتصريحات المخزية التي قالها مسؤولون مصريون أمام شاشات التليفزيون تنضح بالغباء الشديد بقدر ما تكشف عن عمق "الهوان" الذي تعيشه مصر الدولة ، إن دولا مثل قطر واليمن والكويت تتحرك وتبدي غضبها وتطالب باجتماع عاجل للقمة العربية وتحاول أن تقول شيئا أو تفعل شيئا ، بينما وزير خارجية مصر مشغول أمام الشاشات بإثبات إدانته لحركة حماس لأنها لم تستمع لنصائحه أو نصائح رئيسه ، وبأمارة إيه تحترمك يا أبو الغيط ؟!
كتب جمال سلطان : بتاريخ 27 - 12 - 2008 : قام الجيش الإسرائيلي بعدوانه على غزة بعد أقل من يومين على مقابلة المرشحة لرئاسة الوزراء وزيرة خارجية العدو "ليفني" للرئيس مبارك في القاهرة ، هذه هي الواقعة التي انطلقت منها التكهنات المختلفة ، البعض اعتبر أن الزيارة والعدوان بعدها مباشرة يعني أنها أخذت الموافقة على ذلك أو على الأقل التفهم من القيادة المصرية ، الآخرون قالوا أنها خدعت الرئيس المصري وأوهمته أن إسرائيل غير راغبة في تنفيذ هجومها الآن على غزة ثم فعلت ذلك عقب المقابلة مباشرة لإهانة مصر وتشويه صورتها ، وفسروا في ضوء ذلك تصريحات بعض قادة حماس التي أكدوا فيها أن "المصريين" أخبروهم بأن إسرائيل لن تضرب غزة الآن ، وسواء كانت الفرضية الأولى الصحيحة أم الثانية الأصح فإنه في كلتا الحالتين ما حدث أمس إهانة لمصر وقيادتها ، هذا هو القدر المتيقن فيما حدث بدون لف أو دوران ، شاهدت وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أمس وهو يصرح ببجاحة منقطعة النظير أنهم حذروا حماس قبل ذلك من نذر الهجوم الإسرائيلي إلا أنهم لم يسمعوا كلامنا وعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم ، أو كما قال أخزاه الله ، مصر لم تكن عاجزة في يوم من الأيام مثلها هذه الأيام ، مصر أصبحت تهان في أبسط المواقف ، الهيبة التي كانت للدولة المصرية في محيطها العربي والإسلامي وحتى العالمي تآكلت كثيرا خلال السنوات الماضية وتتلاشى الآن تماما ، ولا توجد أي مواقف صارمة أو حاسمة أو رادعة تتخذها "الدولة" في مصر إلا مع الشعب أو قواه الوطنية الغاضبة ، أما في الخارج فلا يوجد أحد يحترم مصر الدولة الآن ، عندما يتبختر بعض "البدو" الصوماليين قرب شواطئ اليمن ويقطعون طريق السفن المتجهة لعبور قناة السويس ، تعجز الدولة المصرية عن فعل أي شيئ رغم أن ذلك يهدد أمنها القومي في الصميم وتنتظر حتى ترسل الصين وألمانيا وحتى إيران سفنا حربية في المنطقة لتدافع عن "أمنها القومي" ، وعندما يتبختر بعض "البدو" السودانيين من دارفور في الجنوب فيخطفون السياح ويتمشون بهم بين مصر والسودان وليبيا ذهابا وعودة تعجز "الدولة" المصرية عن فعل أي شئ ، حتى يتم دفع الفدية للخاطفين فيقرروا الإفراج عن الرهائن ، ويجد وزير الدفاع المصري من نفسه الجرأة على أن ينسج لرئيسه سيناريو خيالي يقول فيه أنه أرسل قوات الصاعقة المصرية التي نجحت في تحرير الرهائن ، قبل أن يحكي الرهائن بعد عودتهم لبلادهم الواقعة بالكامل وأن المختطفين أفرجوا عنهم بعد فجر أحد الأيام وزودوهم بسيارتين وبعد أن قطعوا أربعمائة كليو متر بالسيارتين تقابلوا مع أول جنديين مصريين في الصحراء ، وحتى على الصعيد الداخلي عندما يتظاهر غضبا بعض الأقباط هاتفين باسم بوش وشارون مستنجدين بهما ، من أجل سيدة قبطية أسلمت ، تفزع مصر الدولة وتضطرب أركانها ، وتقوم "الدولة" بإهداء السيدة إلى الكنيسة تفعل فيها ما تشاء وحتى يومنا هذا تعجز الدولة عن الوصول إليها رغم التقارير شبه المؤكدة التي تتحدث عن مقتلها ، هذا مسلسل من العجز المتوالي يمكن أن تقيس عليه الكثير من الشواهد والوقائع ، وكلها تؤكد أن مصر الدولة الآن عاجزة وهشة وضعيفة ، ولم يعد أحد في الخارج يحترمها أو يعبأ بها أو بدورها أو بغضبها إن افترضنا أنها تغضب أصلا ، وما حدث في غزة أخيرا شاهد واضح ، والتصريحات المخزية التي قالها مسؤولون مصريون أمام شاشات التليفزيون تنضح بالغباء الشديد بقدر ما تكشف عن عمق "الهوان" الذي تعيشه مصر الدولة ، إن دولا مثل قطر واليمن والكويت تتحرك وتبدي غضبها وتطالب باجتماع عاجل للقمة العربية وتحاول أن تقول شيئا أو تفعل شيئا ، بينما وزير خارجية مصر مشغول أمام الشاشات بإثبات إدانته لحركة حماس لأنها لم تستمع لنصائحه أو نصائح رئيسه ، وبأمارة إيه تحترمك يا أبو الغيط ؟!